الأحد، 2 أغسطس 2009

خيركم خيركم لأهله

خيركم خيركم لأهله ..... بقلم :خليل ابراهيمعندما تطالع سيرة النبى صلى الله عليه وسلم تجد فيها النموذج الواضح والكامل والمثالى للدور الذى يجب أن يقوم به المسلم فى مراحل حياته كلها تجاه أفراد المجتمع الذى يعيش فيه لذلك قال ربنا سبحانه "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21) " الأحزاب.السيرة النبوية معين لاينضب وقرة عين لاتنتهى لمن تمثلها وعاش فى وحيها فالنبى صلى الله عليه وسلم خير قدوة للزوج والأب والقائد والمجاهد والحاكم والسياسى والمربى والداعية والزاهد والقاضى صلى الله عليه و على آله وصحابته أجمعين .عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((خيركم خيركم لأهله. وأنا خيركم لأهلي)) رواه الترمذي وابن حبان.وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقا ، وخياركم خياركم لنسائهم " رواه الترمذى وقال : حديث حسن صحيح وفى الحديث المتفق عليه عن أبى هريرة قال صلى الله عليه وسلم : " استوصوا بالنساءِ خيرا"· أول ما دعارسول الله الى الهدى وإلى الإسلام دعا زوجه خديجة رضى الله عنها · وكان وفياً لها . عن عائشة - رضى الله عنها – قالت : كان النبى - صلى الله عليه وسلم- إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء ، قالت : فغرت يوماً ، فقلت ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق ، قد أبدلك الله خيراً منها ! . قال : ما أبدلنى الله خيراً منها ، قد آمنت بى إذ كفر بى الناس ، وصدقتنى إذ كذبنى الناس ، وواستنى بمالها إذ حرمنى الناس ، و رزقنى الله ولدها إذ حرمنى أولاد النساء " مسند المام أحمد بن حنبل .· أخذ برأى زوجه أم سلمة يوم الحديبية · عندما دعاه جاره لطعام إشترط أن يحضر زوجته -صلى الله عليه وسلم- · · عندما عيروا السيدة صفية بنت حيى بأنها يهودية قال لها : " قولى أبى إسحاق وجدى إبراهيم وزوجي محمد " · وأعلن حبه لزوجته صراحةً. عن عمرو بن العاص أنه قال : يا رسول الله من أحب الناس إليك ؟. قال عائشة. قال : من الرجال؟ قال : " أبوها " سنن الترمذى · وترك السيدة عائشة تنظر إلى الأحباش وهم يلعبون فى المسجد وسابقها فى أحد أسفاره فسبقته ثم سبقها فى مرةٍ أخرى فقال : هذه بتلك .· وكان -صلى الله عليه وسلم- فى مهنة أهله يخصف نعله ويحيك ثوبه وكان بساماً إذا دخل وإذا خرج*خير الناس لعشيرته وأقاربه · كان صلى الله عليه وسلم منقذاً لأقاربه وعشيرته من شرور الفتن والحروب حتى قبل بعثته فعندما وقع التنازع والخصام بين قبائل قريش بسبب رفع الحجر الأسود مكانه حل لهم المشكلة فوضع الحجر على ردائه وأمرهم أن يمسك كل واحد منهم بطرف الرداء ويرفعه فلما وصل الحجر إلى موضعهأإخذه النبى صلى الله عليه وسلم بيده ووضعه فى مكانه · كان حفيظاً لأماناتهم وودائعهم رغم أنهم كانوا يعادونه وأمر علياُ رضى الله عنه بأن يرد الأمانات إلى أهلها بعد هجرته صلى الله عليه وسلم · حرص على هداية عشيرته وأقاربه حيث جمعهم وقال – بعد الحمد وشهادة التوحيد - : " إن الرائد لايكذب أهله ، والله لو كذبت الناس جميعاً ما كذبتكم ، ولو غررت الناس جميعاً ما غررتكم ، والله الذى لا إله إلا هو إنى لرسول الله إليكم خاصة وإلى الناس كافة ، والله لتموتن كما تنامون ، ولتبعثن كما تستيقظون ، ولتحاسبن بما تعملون ، ولتجزون بالإحسان إحسانا وبالسوء سوءاً . وإنها الجنة أبد أو النار أبداً "· وواصل دعوته لقومه فوقف على جبل الصفا ونادى فلما اجتمعو قال : " أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادى بسفح هذا الجبل ، تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقى ؟ . قالوا : نعم . ما جربنا عليك كذباً . ماجربنا عليك إلا صدقاً . قال : " فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد ".· وكان فى قومه صادقاً أميناً حليماً واصلاً لرحمه مكرماً لضيفه حاملاً للكلّ مكسباً للمعدوم معيناً على نوائب الحق
خير الأصحاب لصحابته· كان معلماً لهم متواضعاً يجلس معهم كأحدهم فلا يتميز عليهم . يداعبهم ويرفق بهم " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)التوبة وخفض جناخه لهم متمثلاً قوله تعالى " لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88)الحجر يقول أنس بن مالك رضى الله عنه : " خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال أُفٍ قط، ولا قال لى شىء : لم فعلت كذا وهلاّ فعلت كذا " رواه أحمدوكان صلى الله عليه وسلم يشارك أصحابه الأعمال ويأخذ الشاق منها كما حدث فى حفر الخندق .(عن جابر بن عبد الله قال:كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة، فلما قفلنا، كنا قريبا من المدينة، تعجلت على بعير لي قطوف، فلحقني راكب من خلفي، فنخس بعيري بعنزة كانت معه، فسار بعيري كأحسن ما أنت رأء من الإبل، فالتفت فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله إني حديث عهد بعرس، قال: (أتزوجت). قلت: نعم، قال (أبكرا أم ثيبا). قال: قلت: بل ثيبا،: (فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك). قال: فلما قدمنا ذهبنا لندخل، فقال: (امهلوا، حتى تدخلوا ليلا - أي عشاء - لكي تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة).
خير الخلق لأمته· فما ترك خيراً إلا وأمرنا به وما ترك شراً إلا ونهانا عنه .هو طوق النجاة لللأمة الغارقة فى بحر الهوى والذنوب والمعاصى هو الدليل للأمة التائهة الحائرة .هو السراج المنير وسط الظلام الدامس وصدق ربنا إذ يقول " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2)الجمعة· ولقد اشتاق النبى صلى الله عليه وسلم إلينا منذ مئات السنين ونحن إمتداد لأمته ويعبر عن شوقه فيقول " وددت أنى لقيت إخوانى فقال أصحاب النبى – صلى الله عليه وسلم – نحن إخوانك , قال : أنتم أصحابى ولكن اخوانى الذين آمنوا بى ولم يرونى " رواه أحمد . ثم إنه فى الآخرة يشفع لأمته ففى الحديث المتفق عليه يعلمنا – صلى الله عليه وسلم – أنه يوم القيامة عندما ينشغل كل إنسان بنفسه ينشغل هو بأمته " يا محمد ارفع رأسك ، وقل يُسمع لك ، وسل تعطه ، واشفع تشفع ، فأقول يا رب أمتى أمتى "· " روى البخارى أنه صلى الله عليه وسلم قام لجنازة يهودى ، فسئل فى ذلك فقال : " أوليس بنفس"
رحمة للعالمينيقول ربنا سبحانه وتعالى " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء عن أبى هريرة- رضى اللله عنه- قال: قيل يا رسول الله أدعُ على المشركين قال : " إنى لم أبعث لعّاناً وإنما بعثت رحمة " رواه مسلم.كان- صلى الله عليه وسلم- رحيماً بالأطفال الصغار وبأمهاتهم فيتجوّز فى صلاته عندما يسمع بكاء الطفل كما كان رحيماً بالأرملة والمسكين واليتميم بل كان رحيماً بالدواب والأنعام ودعا إلى الرفق بالحيوان حتى عند ذبحه عن أبى يعلى شداد بن أوس رضى الله عنه ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال " إن الله كتب الإحسان على كل شىء، فإذا قتلتم فأحسنوا القَتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة ، وليحد أحدكم شَفرتَهُ وليرِح ذَبيحتهُ " رواه مسلم* سيدنا عكرمة بن أبى جهل يقول فى لحظة إسلامه بعد حربه الطويلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأنت عبد الله ورسوله ، وأنت أبرّ الناس ، وأصدق الناس ، وأوفى الناس ، قال عكرمة: أقول ذلك وإني لمطأطئ رأسي استحياءً منه " كتاب الرسول – سعيد حوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق