الأحد، 2 أغسطس 2009

الحاج على رزه المجاهد الممتحن



ينتمي علي محمد علي رزة إلى عائلة بدوية استقرت في الإسماعيلية؛ حيث وُلد في 11/2/1918م بقرية نفيشة بالإسماعيلية، وكان جده أحد الذين شاركوا في حفر قناة السويس. تعلَّم في كتَّاب القرية، ثم التحق بالمدرسة الأولية في نفس القرية، ثم المدرسة الابتدائية بمدينة الإسماعيلية (التي تسمى طه حسين حاليًّا)، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة النجاح بالزقازيق عام 1938م، وبعد تخرجه عمل في الشركة الاقتصادية للقوات المسلحة البريطانية،



ثم عمل صرافًا، واستمر في الشركة من عام 1939 حتى عام 1948م حتى وصل إلى مدير مخازن، واستفاد كثيرًا من صناعة الأدوية وطرق تجهيزها، وبعدما ترك العمل في الشكة اشترى صيدلية وقام بإدارتها بالاشتراك مع الدكتور خميس حميدة عام 1951م، وكانت تقع في شارع الثلاثيني.
تزوَّج من ابنة خالته عام 1944م ورزقهما الله قدرية عام 1945م، ومحمود عام 1949م، ونادية عام 1950م، وحسن عام 1952م، وفاطمة الزهراء عام 1956م، وعائشة عام 1958م، وصفاء عام 1962م.

بين الصفوف المؤمنة
التحق بجماعة الإخوان المسلمين سنه 1939م، يقول عن نفسه- رحمه الله تعالى-: "كان والدي في بداية حياته وفديًّا، غير أنه لم يجد بغيته داخل هذا الحزب، ووجد به أشياء كثيرة لم يَرْضَ عنها، وفي إحدى المرات دعاه الشهيد يوسف طلعت عام 1942م- وقت أن رشح الإمام البنا نفسه في انتخابات النواب- إلى مؤتمر سيحضر فيه الإمام الشهيد حسن البنا، فذهب معه واستمع إلى حديثه، فأعجب به، ومن وقتها عشق جماعة الإخوان المسلمين وعمل وسط رجالها.

التحق بالنظام الخاص عام 1946م، وأصبح أحد رجاله المخلصين، وأصبح أحد أعضاء الحرس الخاص للإمام الشهيد حسن البنا.

جهاده
منذ أن التحق علي رزة بالدعوة حمل فوق كاهله العمل لدين الله والتصدي للمحتلين الغاصبين، فعشق الجهاد، وكرجلٍ من النظام الخاص بدأ العمل ضمن منظومة الجهاد، ويقول في هذا المعنى: "في عام 1946م بدأنا الإعداد المادي والمعنوي لمعركةٍ رأيناها لا محالة واقعة بين العرب واليهود في فلسطين، وشرعنا في جمع الأسلحة، وأنشأنا ورشة عمل لذلك، فتم جمع الأسلحة عن طريق الإخوان المسلمين الذين يعملون في مخازن الأسلحة بالمعسكرات البريطانية وكان يساعدهم في ذلك جنود من أيرلندا واسكتلندا لكرههم لليهود وللحصول على المقابل المادي، فكان أحدهم يأتي إلى دار الإخوان بالإسماعيلية حاملاً بندقيةً أو مدفعًا ويأخذ خمسة جنيهات، وجهَّزنا ورشه خراطة لتصنيع السلاح، وكذلك لإصلاح ما كنا نحصل عليه من الأسلحة المستعملة، وتولَّى هذا الأمر أحد الإخوان العاملين يلقب بـ"دفكش"، وكان هناك مركز تجميع للسلاح بالقرب من القنطرة، ثم ينقل السلاح إلى غزة، ومنها إلى المجاهدين، وكانت منطقة الإسماعيلية والقناة مسرحًا لعمليات قتل وخطف الجنود الإنجليز والحصول على أسلحتهم.

وأذكر على سبيل المثال "محمود كنج" (ماسح أحذية) صغير الجسم ممزق الثياب حافي القدمين، كان يمسح أحذية الجندي الإنجليزي ثم يلهيه بالحديث ويربط قدميه ببعضهما ثم يخطف سلاحه ويجري، ويحاول الجندي اللحاق به فيفاجأ بأنه مقيد.

وكنا قد لجأنا إلى جمع التبرعات المادية والعينية لمحاربة اليهود، وتجاوبت معنا معظم طوائف الشعب، وبدأ الإمام الشهيد وإخوانه يجوبون أنحاء القطر لإذكاء الروح الوطنية والإسلامية، وتعاونوا مع الهيئة القومية لمناصرة القضية الفلسطينية برئاسة الشيخ أمين الحسيني مفتي فلسطين، وتم إنشاء معسكرات لتدريب الشباب المصري خلال عامي 1946 و1947م حتى قرار تقسيم فلسطين الذي زاد بعده الإقبال على معسكرات التدريب في مصر، ثم أنشأت الهيئة معسكرًا للتدريب في سوريا لمهاجمة اليهود من الشمال مع القوات الفدائية العراقية، وفي منتصف عام 1948 تم تجهيز مجموعة من شباب الإخوان بمصر للسفر إلى سوريا، وأخطرت لأن أكون في صحبة الإمام الشهيد، فقابلته في قطار الثانية والنصف مساءً المتوجه من الإسماعيلية إلى بورسعيد، وعندما وصلنا مع المسافرين بورسعيد وجدناها في أبهى صورة لاستقبالنا، ونزلنا من القطار، وتشكَّل الإخوان في طابور يتقدَّمه حامل علم الإخوان وخلفه الإمام الشهيد حسن البنا وأنا وأحد الإخوان بجواره وخلفنا باقي الطابور يسير في خطوات فتية قوية، واستقبلنا الشعب البورسعيدي بكل ترحابٍ وحب، وألقيت علينا باقات الورود والحلوى، وارتفعت الزغاريد من الشرفات حتى وصلنا دار الإخوان في أعلى المسجد التوفيقي، واسترحنا بعض الوقت، ثم أُقيم احتفال حضره الكثير من وجهاء بورسعيد وعلى رأسهم المحافظ في ذلك الوقت، وتحدَّث الإمام الشهيد في هذا الحفل؛ حيث حمَّل الجميع المسئولية بالنسبة للقضية الفلسطينية، وكان هذا الحديث آخر ما سمعته منه رحمه الله.

بعد اجتماع الدول المعادية للإسلام: إنجلترا وأمريكا وفرنسا في فايد بالإسماعيلية وطلبهم من النقراشي باشا إيقاف نشاط الإخوان، استجاب لهم وأغلق شُعَب الإخوان في جميع أنحاء القطر، وفي 25 نوفمبر عام 1948م بدأت الحكومة المصرية تشن حملات اعتقال واسعة شملت الآلاف، وكان في مقدمة المعتقلين إخوان الإسماعيلية وإخوان بورسعيد، وقضيت عامًا في المعتقل وخرجت في أواخر عام 1949م وبقيت بالإسماعيلية وبمعسكر الطيران لمدة عام تقريبًا كُلِّفت خلاله برسم خريطة وعمل بيانٍ للمخازن، خصوصًا مخازن الأسلحة، وقمتُ بالمهمة على خير وجه؛ حيث كنتُ أتجوَّل في أنحاء المعسكر نهارًا بحجة تقديم خدمات لمختلف المكاتب والمساكن الخاصة بالضباط، وسهَّل المهمة إجادتي للغة الإنجليزية".

يقول المهندس حسن رزة: "الوالد لم يذهب إلى حرب فلسطين بسبب أنه كان متزوجًا، وكان الإمام البنا يرفض ذهاب المتزوجين إلى الحرب، غير أنه كان يقوم بجمع السلاح من منطقة القنال وإرسالها إلى المجاهدين، وكانت له أرض زراعية على طريق بورسعيد في الكيلو 17، كانت عبارة عن مخزن للسلاح، وتم اكتشافه عام 1948م، وهو ما اعتقل والدي بسببه".

كما اشترك علي رزة في حرب القنال عام 1951م، وأبلى بلاءً حسنًا، واستمر في تهديد المعسكرات البريطانية في القنال، فيقول في ذلك: "وفي عام 1953م حضر إلى الإسماعيلية أحد ضباط المخابرات المصرية التابعين لعبد الناصر لمقابلتي للتنسيق والعمل ضد القوات البريطانية في منطقة القناة، وطلب مني الاتصال بالشيخ محمد فرغلي والشيخ يوسف طلعت، فوافقنا على ذلك بعد توصية الشيخ عبده أحمد قاسم سكرتير مساعد الجماعة في ذلك الوقت، ولأن محاربة الإنجليز من صميم أهداف الإخوان، وقدَّمنا مجموعة من فدائيي الإخوان المدرَّبين على حرب العصابات وقاموا بأعمال فدائية أزعجت القوات البريطانية على طول القناة وأبهرت رجال المخابرات".

وسط المحنة

الحاج علي رزة في شبابهتعرَّض الأستاذ علي رزة للمحن مثلما تعرَّض لها الإخوان؛ فبعد أن أصدر النقراشي باشا قرارًا بحل جماعة الإخوان المسلمين أولاً في شعبتي الإسماعيلية وبورسعيد، ثم سرعان ما أصدر قرارًا بحل الجماعة ومصادرة أملاكها واعتقال أفرادها في 8/12/1948م، اعتقل الأستاذ علي مع إخوانه، ومكث في السجن لمدة عام حتى أفرج عنه، وبعدما خرج أسرع إلى المشاركة في حرب القنال ومساعدة الإخوان في إنجاح الثورة، غير أنه ما كادت تمر السنون إلا وقد انقلب رجال الثورة على الإخوان، خاصةً عبد الناصر الذي دبَّر لهم حادثة المنشية في 26/10/1954م وعلى إثرها اعتقل الآلاف من الإخوان.

زُجَّ به في سجن القلعة ثم السجن الحربي، غير أنه خرج أواخر عام 1956م مع بعض إخوانه الذين لم يحكم عليهم.

أعيد اعتقاله مرةً أخرى عام 1965م، وظل في السجن حتى توفِّي عبد الناصر عام 1970م، وأفرج السادات عن كثيرٍ من الإخوان فخرج الحاج علي من المعتقل عام 1970م.

يقول المهندس حسن: "إنه في عام 1965م قامت المباحث بمصادرة أملاك الوالد، وقد علمنا بأمر هذه المصادرة من أحد الأفراد الذي رفض ذكر اسمه، فأسرعتُ إلى الصيدليات التي كان يملكها الوالد فأخرجت منها 6 آلاف جنيه، وما وصلت إليه أيدينا من بضاعة قُدِّرت فيما بعد بخمسة آلاف، وفي اليوم التالي وجدنا المباحث قد صادرت أملاك الوالد ووضعتها تحت الحراسة، وهذه الأموال كفتنا والحمد لله ذُلَّ سؤال أحد، وقد دفعتني والدتي إلى إعطاء عمتي هذه الأموال، وعندما تعرَّضت الإسماعيلية لعدوان 1967م كان زوج عمتي الحاج سيد الحولي يضع هذه الأموال حول بطنه خوفًا من الضياع، وقد انتقلنا من الإسماعيلية إلى ساقية مكي، وبعدما خرج الوالد نقلنا إلى مصر الجديدة لنكون قريبين من الإسماعيلية.

ما بعد المحنة
يقول المهندس حسن رزة: "بعد أن خرج الحاج علي لم يجد مع زوجته من الأموال سوى 500 جنيه، فبدأ يسعى في البحث عن أجزخانة يستطيع أن يفتحها ليعيش وأسرته منها، فرزقه الله بأجزخانة في التل الكبير، وكانت ضعيفة، فاشتراها من صاحبها بـ(1500) جنيه، وعندما وجد أن الأهاليَ لا يقبلون على شراء الدواء استطلع الأمر فوجدهم يذهبون إلى الزقازيق للكشف عند الأطباء وشراء الدواء من هناك؛ وذلك بسبب عدم وجود أطباء في التل الكبير، فقام بتأجير شقة فوق الأجزخانة بـ(250) قرشًا كعيادة، وجاء بطبيبين فيها دون أن يأخذ منهما شيئًا على أساس أن يشغِّلا الأجزخانة، ونجحت الفكرة وآتت ثمارًا طيبة، حتى أعادت له الحكومة أجزخانة الحكمة بميدان عباس بالإسماعيلية، كما فتح مكتب معمار".

كان يتعرَّض بين الحين والآخر للمضايقات الأمنية والاستدعاءات والتفتيش، ومع ذلك كان يعمل وسط إخوانه بجد ونشاط، وكان أحد أعضاء المكتب الإداري بالإسماعيلية.
---------
الهوامش:
1- حوار شخصي مع المهندس حسن علي رزة يوم 18/8/2008م.
2- موقع (إخوان أون لاين) يوم 12/5/2006م.
3- مذكرات الحاج علي رزة، موقع الإسماعيلية، بقلم الأستاذ خليل إبراهيم خليل.
بقلم: عبده مصطفى دسوقي
إخوان أون لاين

مذكرات الحاج على رزه الجزء الأول




مرت الأيام وسحبت معها السنين وجرت خلفها الأعمار وجاءت ذكري رحيل المجاهد الصابر الحاج علي رزة أحد الرعيل الأول للإخوان المسلمين والأب الروحي للإخوان المسلمين بالإسماعيلية حيث توفي يوم 12/5/2006 وبهذه المناسبة نتذكر جهاده وصبره رحمه الله وندعوا له بأن يتقبل الله صالح عمله وأن يتغمده بواسع رحمته. ونقدم مذكراته في عدة حلاقات إن شاء الله ونبدأ بمقدمة مختصرة لهذه المذكرات ينتمى على محمد على رزة إلى عائلة بدوية استقر بالإسماعيلية حيث ولد 1121918وكان جده أحد الذين شاركوا في حفر قناة السويس. تعلَّم في كتَّاب القرية، ثم التحق بالمدرسة الأولية في نفس القرية، ثم المدرسة الابتدائية بمدينة الإسماعيلية (التي تسمى طه حسين حاليًّا)، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة النجاح بالزقازيق عام 1938م، وبعد تخرجه عمل في الشركة الاقتصادية للقوات المسلحة البريطانية،ثم عمل صرافًا، واستمر في الشركة من عام 1939 حتى عام 1948م حتى وصل إلى مدير مخازن، واستفاد كثيرًا من صناعة الأدوية وطرق تجهيزها، وبعدما ترك العمل في الشركة اشترى صيدلية وقام بإدارتها بالاشتراك مع الدكتور خميس حميدة عام 1951م، وكانت تقع في شارع الثلاثيني.تزوَّج من ابنة خالته عام 1944م ورزقهما الله قدرية عام 1945م، ومحمود عام 1949م، ونادية عام 1950م، وحسن عام 1952م، وفاطمة الزهراء عام 1956م، وعائشة عام 1958م، وصفاء عام 1962م.بقلم / خليل إبراهيم خليل

الإتقان من الإيمان

الإتقان من الإيمان بقلم :خليل إبراهيم الإتقان :من القيم الإيمانية التى حث عليها إسلامنا العظيم وهو يعنى الإحسان وتحقيق الجودة العالية سواء فى الأمور الدينية أوالدنيوية ,فى الأفعال أ والأقوال (ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) سورة الملك . (وقولوا للناس حسنا ) سورة آل عمران - يقول نبينا صلى الله عليه وسلم : " إن الله كتب الإحسان على كل شىء ..... " وهذا يشمل الأعمال كلها، أعمال الدنيا وأعمال الآخرة. ويخطىء الذين يربطون بين إتقان العمل والمقابل المادي، و يتحينون فرصة غيابالرقابة الإدارية لإبداء التقصير والتهاون في أداء الواجبات، يرهقون بذلك المواطن البسيطبإبداء الإهمال في خدمته، معتقدين خطأً أن لا حرج عليهم ولو دقق هؤلاء لأدركوا أن غياب الإتقان والإحسان في العمل يؤثر عليهم قبل غيرهم، فكم كان إتقان العمل سبباً في ارتقاء الموظف في وظيفته،أو إكساب الطبيب أو المعلم سمعة طيبة بين الناس، ولا زال بعض الصنّاع يتقنونصناعتهم حتى حصلت على إقبال الناس وثنائهم في بلدهم ثم خارجها، إتقان العمل عبادة إذا كان العمل جزءمن العبادة فإننا نتساءل هل يجوز لنا أن نغش في أعمالنا ؟ الحقيقة أن الغش فى الأعمال وفى البيع والشراء قد يخرج صاحبه من جماعة المسلمين "من غشنا فليس منا" !! صحيح رواه مسلم . هل الأمر بالإتقانوالإحسان على وجه الاستحباب أم الوجوب ؟ نحن نتعبد إلى الله بإتقان كل عمل لأنه يقع على عين الله وسمعه قبل أن يقع من البشر بمكان تقول السيدة عائشة " إنا نطيب الدرهم والدينار لأنه يقع في يد الله قبل أن يقع في يد المسكين " المتقن لعمله مخلص أمين هناك خلقان أصيلان يتوقف عليهما جودة العمل وحسن الإنتاج، هما:الأمانة والإخلاص، وهما في المؤمن على أكمل صورة وأروع مثال، فالعامل المؤمن ليس همه مجرد الكسب المادي،أو إرضاء صاحب العمل، ولكنه أمين على صنعته يخلص فيها جهده، ويراقب فيها ربه ويرعى حق إخوانه المؤمنين، قال تعالى: "وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون"( التوبة :105).فليس المطلوب في الإسلام مجرد العمل،بل إحسانه وأداءه بأمانة وإتقان. الإتقان يحبه الله :أخبر النبى صلى الله عليه وسلم فى حديثه الشريف : " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " رواه البيهقى ولو دققت معي في ألفاظ : " عملاً " هكذا من دون تعريف ولا تحديد لعلمتأن الله تعالى يحب أن يكون الإتقان سلوكاً للمؤمن في كل أعماله، فهويحسن القيام بمهنته وعباداته ومعاملاته وأكد هذا القرآن الكريم " إن الله مع المحسنين " , " والله يحب المحسنين " والذى يتقن عمله ويبيت كالا متعبا من عمل يده يغفرالله له قال صلى الله عليه وسلم : " من بات كالا من عمل يده بات مغفورا له " رواه الطبراني وقال (ص ) : أفضل الكسب كسب الرجل من يده . رواه الإمام أحمد وقال (ص) :إن الله يحب العبد المحترف . رواه الطبرانى كان آدم عليه السلام حراثا وكان داود صانعا للسرد والدروع وكان زكريا نجارا عن أبى هريرة أن رسول الله قال :كان زكريا عليه السلام نجارا .رواه مسلم وعمل موسى أجيرا عند الرجل الصالح فى الرعى وعمل سيدنا محمد (ص)فى الرعى والتجارة قال (ص) :إن من الذنوب ذنوبا لايكفرها الصلاة ولاالصدقة ولا الحج ويكفرها الهم فى طلب المعيشة .ابن بابويه والطبرانى وأخبرنا (ص) :إن الله تعالى يحب أن يرى عبده تعبا فى طلب الحلال .الديلمىوقال (ص) : إذا صليتم الفجر فلا تناموا عن طلب أرزاقكم . الطبرانى وأمرنا (ص):باكروا فى طلب الرزق والحوائج فإن الغدو بركة ونجاح .الطبرانى والبزار الإسلام يحض المسلمين على الإتقان فى كل جوانب حياتهم وسائر أعمالهم والعامل المتقن هو الذى يجيد صنعته وحرفته ويقوم بما يسند إليه من أعمال بإحكام وإجادة تامة مع المراقبة الدائمة لله والحرص على نيل الأجر من الله على هذا الإتقان ومثل هذا لايحتاج للمراقبة البشرية . إن المجتمعات الإسلامية ومنها مصر فى أمس الحاجة لهذا النوع لكى تنهض من كبوتها وتتقدم من تخلفها وتصير خير أمة أخرجت للناس إن الأزمات التي تعاني منها مجتمعاتنا في الحقيقة أزمة قلوب وضمائر ومهما جمعنا من أموال وأقمنا من مؤسسات دون أن يوجد الضمير وتصلح القلوب فلن تحل هذه الأزمات ولن يتحقق أي إصلاح ولن تجدي القوانين مهما كثرت أواشتدت في تقويم الحال أو انضباطه مالم يوجد الضمير الذى يراقب القانون الرباني : صور الإتقان يكون الإتقان فى علاقة العبدبربه وفي عباداته وفي معاملاته وفي عمله ومع أهله وبيته وفي الارتقاء بنفسه وفى مهنته فنحن نريد المدرس المسلم المخلص في عمله والطالب المسلم الذي يعطي دراسته الاهتمام اللائق بها والطبيب المسلم الذي يراقب الله في عمله والمحامي المسلم الذي يتحرى الحق في دفاعه عن المتهمين والموظف المسلم الذي يؤدي وظيفته على الوجه الأكمل والحرفي المسلم الذي يتم عمله في الوقت الذي يحدده وبالجودة العالية . عندما يغيب الإتقان عدم الإتقان يؤدى إلى فقدان الثقة والاحترام بين أفرادالمجتمع، و إلى انتشار الكذب والخداع،و تنفصم بسببه كثير من الروابط الاجتماعيةالتي تقوي بها الأمة، و يتجرأ بعضنا على بعض بالسب والشتم وربما الدعاء بالشر . لذلك أخي المسلم أتقن عملك وأحسن القيام بما أسندإليك من مهام حتى وإن غفل عنك المسئولون ، حتى وإن لم يكافئك أرباب العمل، حتى وإنكان الراتب زهيداً لأنك بإتقانك هذا تعمل ما يحبه الله تعالى، "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" ، وما دام الله تعالى مطلعاً عليك فاطمئن لأنه هو القائل (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان( الرحمن .وأخيرا عليك أخى المسلم أن تلتزم بمواعيد عملك وتتقن فيه كالتزامك بمواعيد الصلاة وخشوعك فيها وان تهتم بتنمية نفسك فى مجال تخصصك وأن تحث غيرك على الإتقان وتكون خير قدوة له فى ذلك
وأن يكون الإتقان شعارك وسلوكك فى عبادتك وفى جميع أقوالك وأفعالك

خيركم خيركم لأهله

خيركم خيركم لأهله ..... بقلم :خليل ابراهيمعندما تطالع سيرة النبى صلى الله عليه وسلم تجد فيها النموذج الواضح والكامل والمثالى للدور الذى يجب أن يقوم به المسلم فى مراحل حياته كلها تجاه أفراد المجتمع الذى يعيش فيه لذلك قال ربنا سبحانه "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21) " الأحزاب.السيرة النبوية معين لاينضب وقرة عين لاتنتهى لمن تمثلها وعاش فى وحيها فالنبى صلى الله عليه وسلم خير قدوة للزوج والأب والقائد والمجاهد والحاكم والسياسى والمربى والداعية والزاهد والقاضى صلى الله عليه و على آله وصحابته أجمعين .عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((خيركم خيركم لأهله. وأنا خيركم لأهلي)) رواه الترمذي وابن حبان.وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقا ، وخياركم خياركم لنسائهم " رواه الترمذى وقال : حديث حسن صحيح وفى الحديث المتفق عليه عن أبى هريرة قال صلى الله عليه وسلم : " استوصوا بالنساءِ خيرا"· أول ما دعارسول الله الى الهدى وإلى الإسلام دعا زوجه خديجة رضى الله عنها · وكان وفياً لها . عن عائشة - رضى الله عنها – قالت : كان النبى - صلى الله عليه وسلم- إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء ، قالت : فغرت يوماً ، فقلت ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق ، قد أبدلك الله خيراً منها ! . قال : ما أبدلنى الله خيراً منها ، قد آمنت بى إذ كفر بى الناس ، وصدقتنى إذ كذبنى الناس ، وواستنى بمالها إذ حرمنى الناس ، و رزقنى الله ولدها إذ حرمنى أولاد النساء " مسند المام أحمد بن حنبل .· أخذ برأى زوجه أم سلمة يوم الحديبية · عندما دعاه جاره لطعام إشترط أن يحضر زوجته -صلى الله عليه وسلم- · · عندما عيروا السيدة صفية بنت حيى بأنها يهودية قال لها : " قولى أبى إسحاق وجدى إبراهيم وزوجي محمد " · وأعلن حبه لزوجته صراحةً. عن عمرو بن العاص أنه قال : يا رسول الله من أحب الناس إليك ؟. قال عائشة. قال : من الرجال؟ قال : " أبوها " سنن الترمذى · وترك السيدة عائشة تنظر إلى الأحباش وهم يلعبون فى المسجد وسابقها فى أحد أسفاره فسبقته ثم سبقها فى مرةٍ أخرى فقال : هذه بتلك .· وكان -صلى الله عليه وسلم- فى مهنة أهله يخصف نعله ويحيك ثوبه وكان بساماً إذا دخل وإذا خرج*خير الناس لعشيرته وأقاربه · كان صلى الله عليه وسلم منقذاً لأقاربه وعشيرته من شرور الفتن والحروب حتى قبل بعثته فعندما وقع التنازع والخصام بين قبائل قريش بسبب رفع الحجر الأسود مكانه حل لهم المشكلة فوضع الحجر على ردائه وأمرهم أن يمسك كل واحد منهم بطرف الرداء ويرفعه فلما وصل الحجر إلى موضعهأإخذه النبى صلى الله عليه وسلم بيده ووضعه فى مكانه · كان حفيظاً لأماناتهم وودائعهم رغم أنهم كانوا يعادونه وأمر علياُ رضى الله عنه بأن يرد الأمانات إلى أهلها بعد هجرته صلى الله عليه وسلم · حرص على هداية عشيرته وأقاربه حيث جمعهم وقال – بعد الحمد وشهادة التوحيد - : " إن الرائد لايكذب أهله ، والله لو كذبت الناس جميعاً ما كذبتكم ، ولو غررت الناس جميعاً ما غررتكم ، والله الذى لا إله إلا هو إنى لرسول الله إليكم خاصة وإلى الناس كافة ، والله لتموتن كما تنامون ، ولتبعثن كما تستيقظون ، ولتحاسبن بما تعملون ، ولتجزون بالإحسان إحسانا وبالسوء سوءاً . وإنها الجنة أبد أو النار أبداً "· وواصل دعوته لقومه فوقف على جبل الصفا ونادى فلما اجتمعو قال : " أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادى بسفح هذا الجبل ، تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقى ؟ . قالوا : نعم . ما جربنا عليك كذباً . ماجربنا عليك إلا صدقاً . قال : " فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد ".· وكان فى قومه صادقاً أميناً حليماً واصلاً لرحمه مكرماً لضيفه حاملاً للكلّ مكسباً للمعدوم معيناً على نوائب الحق
خير الأصحاب لصحابته· كان معلماً لهم متواضعاً يجلس معهم كأحدهم فلا يتميز عليهم . يداعبهم ويرفق بهم " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)التوبة وخفض جناخه لهم متمثلاً قوله تعالى " لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88)الحجر يقول أنس بن مالك رضى الله عنه : " خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال أُفٍ قط، ولا قال لى شىء : لم فعلت كذا وهلاّ فعلت كذا " رواه أحمدوكان صلى الله عليه وسلم يشارك أصحابه الأعمال ويأخذ الشاق منها كما حدث فى حفر الخندق .(عن جابر بن عبد الله قال:كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة، فلما قفلنا، كنا قريبا من المدينة، تعجلت على بعير لي قطوف، فلحقني راكب من خلفي، فنخس بعيري بعنزة كانت معه، فسار بعيري كأحسن ما أنت رأء من الإبل، فالتفت فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله إني حديث عهد بعرس، قال: (أتزوجت). قلت: نعم، قال (أبكرا أم ثيبا). قال: قلت: بل ثيبا،: (فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك). قال: فلما قدمنا ذهبنا لندخل، فقال: (امهلوا، حتى تدخلوا ليلا - أي عشاء - لكي تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة).
خير الخلق لأمته· فما ترك خيراً إلا وأمرنا به وما ترك شراً إلا ونهانا عنه .هو طوق النجاة لللأمة الغارقة فى بحر الهوى والذنوب والمعاصى هو الدليل للأمة التائهة الحائرة .هو السراج المنير وسط الظلام الدامس وصدق ربنا إذ يقول " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2)الجمعة· ولقد اشتاق النبى صلى الله عليه وسلم إلينا منذ مئات السنين ونحن إمتداد لأمته ويعبر عن شوقه فيقول " وددت أنى لقيت إخوانى فقال أصحاب النبى – صلى الله عليه وسلم – نحن إخوانك , قال : أنتم أصحابى ولكن اخوانى الذين آمنوا بى ولم يرونى " رواه أحمد . ثم إنه فى الآخرة يشفع لأمته ففى الحديث المتفق عليه يعلمنا – صلى الله عليه وسلم – أنه يوم القيامة عندما ينشغل كل إنسان بنفسه ينشغل هو بأمته " يا محمد ارفع رأسك ، وقل يُسمع لك ، وسل تعطه ، واشفع تشفع ، فأقول يا رب أمتى أمتى "· " روى البخارى أنه صلى الله عليه وسلم قام لجنازة يهودى ، فسئل فى ذلك فقال : " أوليس بنفس"
رحمة للعالمينيقول ربنا سبحانه وتعالى " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء عن أبى هريرة- رضى اللله عنه- قال: قيل يا رسول الله أدعُ على المشركين قال : " إنى لم أبعث لعّاناً وإنما بعثت رحمة " رواه مسلم.كان- صلى الله عليه وسلم- رحيماً بالأطفال الصغار وبأمهاتهم فيتجوّز فى صلاته عندما يسمع بكاء الطفل كما كان رحيماً بالأرملة والمسكين واليتميم بل كان رحيماً بالدواب والأنعام ودعا إلى الرفق بالحيوان حتى عند ذبحه عن أبى يعلى شداد بن أوس رضى الله عنه ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال " إن الله كتب الإحسان على كل شىء، فإذا قتلتم فأحسنوا القَتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة ، وليحد أحدكم شَفرتَهُ وليرِح ذَبيحتهُ " رواه مسلم* سيدنا عكرمة بن أبى جهل يقول فى لحظة إسلامه بعد حربه الطويلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأنت عبد الله ورسوله ، وأنت أبرّ الناس ، وأصدق الناس ، وأوفى الناس ، قال عكرمة: أقول ذلك وإني لمطأطئ رأسي استحياءً منه " كتاب الرسول – سعيد حوي

مذكرات الحاج على رزه الجزء الخامس




ذكرياتي مع المسيحيين
سبق أن ذكرت انتخابات مجلس النواب عام 1944م بين الأستاذ البن و الدكتور سليمان عيد من حزب السعديين الذى كان يتولى الحكم فى تلك الفترة و كيف أن الكثير من المواطنين المسيحيين فى الإسماعيلية وقفوا إلى جانب الأستاذ البنا خصوصا من تتلمذ على يديه أثناء عمله بالتدريس بمدرسة الإسماعيلية الابتدائية


كانوا يمدحونه فى مجالسهم وكان وكيله فى هذه الانتخابات فى القنطرة الخواجة جورج الذى انتحب و بكى عندما زورت لصالح سليمان عيد و هذا دليل على الصلة القوية بين الإخوان و المواطنين المسيحيين و عندما بحثت عن شقة فى مصر الجديدة بعد تهجيرنا من الإسماعيلية أجر لي المحاسب صادق رزق بعد أن سأل عنى قريبه الخواجة جندي نصير الذى كان يقيم بالإسماعيلية و أثنى على و قال أتمنى مساعدتك ولا أنسى موقف الدكتور الصيدلى ماهر فوزى ديمترى الذى تعاملت معه منذ عام 1958 حتى عام 1994 ولم يحدث بيننا خلاف مطلقا ووقف بجانبى فى محنتى و تحمل المسؤلية أثناء غيابى فكان نعم الصديق الذى حافظ على إستمرار العمل و لم يطمع فى شيئ لما كان بيننا من صداقة و حسن معاملة جعلته يطمئن دائما و يفخر بأنه يعمل مع أحد الإخوان وقد وقفت بجانبه لاستدرداد أطيانه الزراعية من بعض الفلاحين الذين أخذوها بغير وجه حق ( ولا يجرمنكم شنئان قوم على آلا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى ) وكنا فى الإسماعيلية منذ أيام الإمام الشهيد نتعامل مع إخواننا المسيحيين بروح الإسلام و أخلاقه وكنا نتزاور فى كل المناسبات و كنا ندعوهم فى المناسبات الدينية ولم يتخلفوا و لم لا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به) و ليس معنى التسامح أن نتنازل عن كرامتنا أو أن نشارك فى منكر مجاملة لمن يخالفنا فى العقيدة و احترامنا لشعائر الإسلام يجعل الأخرين ينظرون إلينا باحترام وتقدير أحد العاملين معى من المسيحيين كان يمتنع عن التدخين فى رمضان فى العمل و الشارع إحتراماً لمشاعر المسلمين و إذا نظرنا إى ما أثير فى موضوع الفتنة الطائفية نجد أن أعداء العروبة و الإسلام يرغبون فى تهييج المشاعر و إحداث القلاقل بين المواطنين ليتدخلوا فى شئون البلاد بحجة حماية الأقليات و خرجوا علينا بفرية الإرهاب التى غذاها أعداء الإسلام و دار حولها أصحاب المصالح الدنيوية و أصحاب الحقد الدفين على الملتزمين و الواجب علينا آلا ننخدع بهذه الافتراءات مع المحافظة على الحكمة و الموعظة الحسنة و القدوة الصالحة و الإيثار و التضحية و حب الغير و حسن الخلق و صدق الذى قال (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن تسعوهم بأخلاقكم )
إنشاء الجمعية التربوية بالإسماعيلية
فى أواخر عام 1979اتصل بى الأخ الأستاذ محمد نصر الدين السيد - من قدامى الإخوان العاملين فى مجال التربية و التعليم بالتل الكبير بالإسماعيلية - و عرض علينا مشروعاً متكاملاً لإنشاء مدرسة بمدينة الإسماعيلية تستوعب الأطفال من سن الحضانة حتى نهاية المرحلة الثانوية تجمع بين التعليم الدينى و المدنى و تكونت فعلاً الجمعية التعاونية الإسلامية للخدمات التربوية بالإسماعيلية و تم إشهارها بإدارة التعليم الخاص بوزارة التربية و التعليم و بعد إنهاء الإجراءات القانونية للجمعية بدأنا محاولة الحصول على قطعة أرض فضاء من أملاك المحافظة سواء بالتخصيص أو بالسعر التعاونى و لكن واجهتنا معوقات لأسباب واهية ووضح الهدف و هو إبعادنا عن مجال العمل فى تربية النشء خوفا من صبغهم بالصبغة الإسلامية التى باتت تؤرق القائمين على أمر هذا البلد و حيل بيننا وبين الحصول على قطعة أرض فى الوقت الذى يتم فيه الحصول على مساحات شاسعة لمدارس السلام الإنجيلية و الراهبات و الفرنسيسكان و المرقصية و آمون وزخارى و الكنيسة الأرثوذكية و ما خفى كان أعظم وكنا قد استأجرنا مكاناً بعرايشية مصر من فوزى السروجى (رحمه الله ) ليكون مقرا للجمعية و بجواره مسجد تلقى فيه الأحاديث الإسبوعيه و حلقات تحفيظ القرآن الكريم ودروس التقوية للطلبة أثناء الدراسة و أصبح المكان بفضل الله ثم بجهد الشباب المخلص عامرا بالمترددين يوميا يطلبون العلم والمعرفة ويقضون حوائج الناس و هذا النشاط الخيرى و العلنى لم يرضِِ جهاز أمن الدولة و حاولوا إلغاء ترخيص الجمعية أكثر من مرة ولكننا كنا نلجأ للقضاء و كانت النتيجة دائما فى صالحنا و ما زالت الجمعية تؤدى واجبها رغم المضايقات حتى أوائل التسعينيات و أذكر أن المحافظ عبد المنعم عمارة والمهندس عثمان أحمد عثمان كانت لهما عندنا مصلحة انتخابية فى عام 1984م وبدءا معنا اتصالات ظاهرها الود وباطنها يعلمه الله سبحانه وتعالى ولكنى كنت أشعر بأنه بعد قضاء حاجتيهما لن ينفذا وعدهما بإعطائنا مساحة من الأرض الفضاء لإقامة المدرسة عليها لكنى قلت ( خليك مع الكداب لغاية الباب ) وتحقق خداعهم وسوء نيتهم و أنا و إخوانى لسنا نادمين على موقفنا السابق مع م عثمان لأننا أردنا رد الجميل حيث انه استوعب إخواننا فى شركاته عندما فقدوا أعمالهم بسبب الا ضطهادات و الإعتقالات وفى نفس الوقت حافظ الإخوان على أمواله وتفانوا فى إنجاح المشروعات فى كافة أنحاء الجمهورية .
و ها نحن فى أواخر عام 1991 نعاود الكرة و المحاولة مع المحافظ الدكتور أحمد الجويلى لعله يخصص لنا قطعة أرض نقيم عليها المدرسة و على أية حال رغم ما يحال بيننا و بين الاحتكاك بالمجتمع إلا أننا نقدم ما نستطيعه من خدمات تعليمية و تربوية وطبية و رياضية و دعوة الإخوان اليوم ( أول التسعينيات ) تمر بمرحلة انتقال بين جيلين و الكل يقدم أقصى ما عنده من جهد وخبره و قوة ونشاط لكي تأخذ الدعوة طريقها فى وضوح وعلى وعى كامل بالمتغيرات العالمية خصوصا بعد الاتهامات التي تكال للدعوة ووصفها بالإرهاب و من المؤسف أن الكثير من المسئولين وولاة الأمر فى مختلف البلاد العربية بهرتهم المدنية و المادية الغربية وساروا فى ركابها وحاربوا الدعاة و لكن بقدر إخلاصنا وتفانينا فى العمل لإسلامنا سيكون النصر (فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض)
أعدها للنشر :خليل ابراهيم خليل

مذكرات الحاج على رزه الجزء الرابع




ملخص ما سبق (أشرنا فى بداية المذكرات إلى نشأة الحاج على رزة ونشأة جماعة الإخوان بالإسماعيلية وجهاد الإخوان بمنطقة القناة وسوف نستكمل بمشيئة الله عرض المذكرات ونشير الآن إلى بداية معرفة الحاج على بالإخوان )



بداية معرفتى بالإخوان
ظهرت بوادر الحرب العالمية الثانية سنة 1938 فدعت الدولة الشباب للتطوع فى فرق الوقاية من الغارات الجوية وفى فرق الاسعافات الأولية وتدربت فى هذه الفرق ثم التحقت بجمعية الإسعاف الأهلية وتوثقت صلتى ببعض الزملاء المتطوعين منهم الأستاذ سالم القاضى والحاج محمد سليمان والحاج عبد الفتاح إبراهيم والحاج عبد المقصود عطية وغيرهم وكنا نلتقى فى مقر جمعية الاسعاف وذات يوم دعانى الزميل محمد سليمان إلى منزله لتناول الشاى وحضر أ يوسف طلعت (رحمه الله ) الذى كنت أعرفه بحكم قرب السكن فى المحطة الجديدة وتحدثنا فى ذلك اليوم عن أحوال البلد وظهر فى كلامى إعجابى بألمانيا النازية فى ذلك الوقت وتدخل يوسف طلعت فى الحديث وقال لابأس من أن نعجب بألمانيا وقائدها هتلر ونرجوا أن تنتصر ألمانيا فى الحرب ولكن كيف يكون وضع بلدنا هل نستبدل مستعمرا بمستعمر ؟ أين دورنا كمسلمين ؟ أحتلت بلادنا ونهبت ثرواتنا وقتل منا الكثير واستبيحت أعراضنا .
يجب أن يكون لنا دور نعمل على إبرازه علينا تجنيد الشباب وإعداده ليقوم بالدور الذى يفرضه علينا إسلامنا لتحرير البلاد من الاستعمار عموما و العوده إلى عصور الحرية والكرامة . وكان هذا الحديث جديدا على لذلك طلبت منه المزيد وتساءلت عن كيفية العمل ووسائله وهنا بدأ يركز على ( رحمه الله ) وتقابلنا كثيرا وحدثنى عن دعوة الإخوان وأهدافها ووسائلها ومنذ ذلك الوقت اعتبرنى من الإخوان
العودة إلى عملى بالشركة البريطانية
رجعت إلى عملى بالشركة البريطانية بعد خروجى من المعتقل سنة 1949 وبقيت بالإسماعيلية بمعسكر الطيران لمدة عام تقريبا كلفت خلاله برسم خريطة وبيان للمخازن خصوصا مخازن الأسلحة وقمت بالمهمة على خير وجه حيث كنت أتجول فى المعسكر نهارا بحجة تقديم خدمات لمختلف المكاتب والمساكن الخاصة بالضباط وسهل مهمتى إيجادتى للغة الإنجليزية . وفى عام 1953 حضر إلى الإسماعيلية أحد ضباط المخابرات المصرية التابعين لعبد الناصر ( الذى وصل هو ورجاله إلى السلطة فى يوليو عام 1952 بفضل جماعة الإخوان وجهد رجالها ) وحضر هذا الضابط لمقابلتى للتنسيق للعمل ضد القوات البريطانية فى منطقة القناة وطلب منى الاتصال بالشيخ محمد فرغلى والشيخ يوسف طلعت ووافقناه على ذلك بعد توصية الشيخ عبده أحمد قاسم (سكرتير مساعد الجماعة فى ذلك الوقت ) ولأن محاربة القوات البريطانية من صميم أهداف الإخوان قدمنا مجموعة من فدائى الإخوان المدربين على حرب العصابات وقاموا بأعمال فدائية أزعجت القوات البريطانية على طول منطقة القناة وأبهرت رجال المخابرات لكنهم اعتقلوا الإخوان بعد ذلك على إثر حادث المنشية المدبر

مؤامرة ضد الإخوان
فى 25/11/1948 بدأت الحكومة المصرية فى إعتقال الإخوان على إثر إستجابة النقراشى باشا لتوصية سفراء الدول المعادية للإسلام (إنجلترا - فرنسا -أمريكا) اللذين إجتمعوا فى فايد بالإسماعيلية وطالبوا بإيقاف نشاط الإخوان وكان فى طليعة المعتقلين إخوان الإسماعيلية وبور سعيد وأُعتقلت فى هذة الدفعة ورحلنا إلى معتقل الهايكستب بصحراء العباسية ثم توالت الإعتقالات حتى شملت الألاف منهم كبار الإخوان وحددت إقامة الشهيد حسن البنا فى داره بالحلميه بجوار المركز العام ومنعت زيارته ولم يستطع أحد الإقتراب من منزله ثم رحلنا إلى معتقل الطور بعد أن ضاق بنا الهايكستب وأودعونا جماعات مقسمه على العنابر من الأول إلى السابع وإستمرت البواخر فى حمل دفعات أخرى من المعتقلين إلى الطور وكان أحد المشايخ من الإخوان يدعوا فى صلاة الفجر اللهم زدنا ولا تنقصنا وكانت الإستجابة سريعة فطلبنا منه أن يغير هذا الدعاء وبدأنا نتكيف مع الواقع الجديد ونشغل أوقاتنا بما يفيد فكونا مجموعات أنشطة متعددة رياضية وعلميه وترفيهيه وتم توزيع أعمال الخدمة على الجميع وفيهم الطالب والمدرس والتاجر والفلاح والجامعى وكان شعار الخدمة
(إخدم نفسك بنفسك) وعشنا وكأننا فى المدينه الفاضلة رغم قسوة الإعتقال وعدم توفير الحد الأدنى من الخدمات وفى يوم 12فبراير سنة 1949 أخبرنا الحراس من الهجانه أنهم سمعوا بمقتل الإمام البنا من الإذاعات وإنتشر الخبر سريعاً فى كل العنابر داخل المعتقل وحزنا حزنا شديدا منا من أصيب بالإغماء وسادة حالة من الإحباط فى صفوف المعتقلين ولكن العلماء من الإخوان اللذين كانوا معنا وأعضاء مكتب الإرشاد مثل الشيخ محمد الغزالى والشيخ الباقورى والبهى الخولى قاموا بدورهم
فى تهدئة النفوس وإرجاع الجميع إلى قضاء الله وقدره وأوضحوا أن المعركه بين الحق والباطل لن تنتهى حتى قيام الساعه وأن الله إختار لعبده حسن البنا الشهادة فى سبيله وفى سبيل إيقاظ الوعى الإسلامى فى أنحاء العالم الإسلامى وأن دعوة الإخوان لن تموت بقتل المرشد ولكن سيأتى بعدة من سيحمل الرايه ويستكمل المسيرة بفضل الله تبارك وتعالى وتكاتف الإخوان فى المعتقل وترابطوا وعزموا على مواصلة العمل حتى يأذن الله بالفرج وفى ذات يوم إستدعى قائد المعتقل حوالى ثلاثين من الإخوان وكنت أنا والشهيد يوسف طلعت والأخ مصطفى مؤمن والشيخ الغزالى من الثلاثين وأفهمنا القائد أن صدر قرار بإعتقالنا وليس لنا حق فى الشكوى أو التظلم وطلب منا التوقيع بالعلم وتقبلنا الأمر بصبر وثبات وهدوء لأنه الأمر كله لله وبدأنا نفكر فى مسار الدعوة فى المستقبل وكان معنا الكثير من أعضاء مكتب الإرشاد والهيئة التأسيسيه للإخوان بالإضافة إلى الكثير من الإخوان الأتقياء الأنقياء مثل المرحوم منير الدله وعبد القادر حلمى والحاج عبدالله الصولى وحلمى نور الدين والطالب الجامعى مصطفى مؤمن رئيس إتحاد طلاب جامعة القاهرة وتوصلنا إلى أنه يجب أن نرشح شخصاً أكبر سنا وله حكمة الشيوخ فوقع الإختيار على المستشار حسن الهضيبى الذى كان على صلة قوية بالإمام الشهيد وكان يستشيره فى كل أمر يهم الجماعة وكان المستشار صبورا وحليما وقوى الحجه ملتزما بالأحكام الشرعيه فى كل ما يصدر من أحكام ورأينا أنه أنسب شخص لملئ الفراغ الذى تركه الإمام الشهيد فيجب أن نسعى إليه بعد خروجنا من المعتقل وقضية فى هذا المعتقل
( إحدى عشر شهراً) وخرجت فى أواخر ديسمبر 1949

تمثيلية المنشية
دبرت الحكومة حادث المنشية بالإسكندرية وإتهمت الإخوان بمحاولة إغتيال جمال عبدالناصر وإعتدت على ممتلكات الإخوان بالمحافظات وتوقعت أن يصل الإعتداء إلى الإسماعيلية فطلبت من قسم بوليس الإسماعيلية تعيين حراسة على الصيدلية التى كنت أعمل مدير لها ومستوصف الشهيد حسن البنا ولو بأجر وتمت الحراسة نهارا ومساءا وبعد ذلك جاءنى أحد أفراد هيئة التحرير والحرس الوطنى فى منتصف إحدى الليالى وأخبرنى بأنه صدرت أوامر من أحد ضباط الحرس الوطنى إلى مجموعتة بالقيام بتحطيم الصيدلية والمستوصف وأنه مستعد مع بعض زملائه بعدم تنفيذ الأوامر والتصدى لباقى أفراد المجموعه وإبادتها إذا وافقت على ذلك ولكنى طلبت منه أن يقوم هو وزملائه بالمطلوب وتنفيذ الأوامر مع الحرص على تقليل الخسائر وفعلا قاموا بتكسير الأقفال على الأبواب فقط ولكن ضابط الحرس الوطنى قام بالمعاينه ولم يعجبه ما حدث فقام بتكليف مجموعة أخرى بتحطيم المكانين ونفذت التعليمات فى الصباح ولما توجهت إلى الصيدلية وجدتها محطمة من الداخل والأدوية مبعثرة وتكسر منها الكثير والحارس غير موجود وذهبت لقسم البوليس لتقديم بلاغ إستقبلنى المأمور الذى كان مهموما جدا لما حدث وأخبرنى أن الشرطى المكلف بالحراسة إعتقلة شباب الحرس الوطنى وحبسوه فى مقرهم بجوار مدرسة طه حسين حتى تمت المؤامره وأفهمنى أنه لا يستطيع أن يحرر محضرا بالحادث فتوجهت إلى مقر نيابة الإسماعيلية بالشارع الثلاثينى ثم عدت لمنزلى فوجت ضابط البوليس السياسى فى إنتظارى وطلب منى مرافقته إلى مكتبه لمدت خمس دقائق وهناك ألقانى فى الحجز حتى المساء حيث تم ترحيلى فى حراسة مشددة إلى مجلس قيادة الثورة وكانت الساعة الثانية عشر ليلا وقادونى إلى داخل المبنى وفى الطرقات وجدت الكثير من الجثث العارية الملوثة بالدماء وصوت أنينها يكاد لا يسمع وكانت يدى مقيدة بيد الضابط رئيس الحرس الذى جاء بى من الإسماعيلية وأدخلنى فى حجرة مفروشة بالسجاد الفاخر وبها كرسى واحد جلس علية الضابط الحارس وجلست أرضا حاول الضابط تسليمى إلا أنهم رفضوا وتركونا إلى قبيل الفجر ثم أمروه إلى أن يذهب بى إلى سجن القلعة

( أيام مفزعة فى سجن القلعة)
إستلمنى الضابط النوبادجى وأخذ كل ما معى من نقود وكذلك المصحف والحزام والكرفاته ورباط الحذاء ولما رجوته أن يترك لي المصحف قال لى برفق - يشكر عليه-وهل جاء بكم إلى هنا إلا هذا المصحف؟!
وأدخلنى فى زنزانة فيها مياه عفنه بإرتفاع 30سم تقريبا والزنزانة قذرة ومظلمة فوقفت طويلا حتى أصبت بالتعب الشديد جلست فى الركن فى الماء القذر وكنت أرتدى بدلة ومعطفا فى الصباح ألقى لى رغيف واحد من فتحة الزنزانه وحاولت أن أمضغ كسرة منه فلم أستطيع وطرقت الباب وطلبت من الحارس شربة ماء فقال لى ليس مصروفا لى غير الرغيف وفى المساء أقيم إحتفال غنت فيه (أم كلثوم) ياظالمنى ضباط مجلس قيادة الثورة يرددون معها ويتمايلون والجثث ملقاه أمامهم دون مبالاه وفى ظهر يوم 2 نوفمبر سنة 1954 أخذتنى قوة الحراسة إلى مجلس قيادة الثورة وملابسى مبلله بالماء القذر ورائحتها عفنه وأدخلونى غرفة نظيفة مفروشة بالسجاد الملكى وكنت مقيدا بالحديد مع الحارس فطلبت منه دخول دورة المياه فسأل أحد عساكر البوليس الحربى عن ذلك فوافق ودخلت دورة مياة رائعة فإنتهذت الفرصة وقضيت حاجتى وشربت حتى إرتويت وغسلت وجهى ورأسى ولم يكن معى ملابس أخرى فبقيت فى ملابسى القذرة وخرجت وقيدنى الحارس فى يدة وجلست بجواره على السجادة وطال الإنتظار فغلبنى النوم فنمت واضعا رأسى أسفل الكرسى وإستيقظت على ركلت قدم عنيفه وقال لى ذلك الشخص (عرفت فيما بعد أنه على صبرى)
إنت نايم يإبن......... وسألنى هل تعرف الهضيبى فقلت له على الفور وأنا من الأرياف ولا أعرف الهضيبى ولم أره فى حياتى فشتم وتوعد وذكرنى بالجثث الملقاة فى الطرقات وقال هذا مصيرك وتركنى وإنصرف وفى حوالى الثالثة صباحا أخذنا 20 فردا فى سيارة شرطة بدون مقاعد ووضعنا فى سجن القلعة كل واحد فى زنزانة مليئة بالقاذورات والمياه والمخلفات البشرية وفى اليوم التالى للتحقيق وكنت قد وصلت إلى حالة من التعب والإجهاد والقرف ورغم ذلك لم أيأس أبدا من رحمة الله تبارك وتعالى وكنت ألمس رحمته سبحانه كأننى أمسكها بيدى فيطمئن قلبى وأفوض أمرى إلى الله ومر ما يقرب من شهر ثم حضر ثلاثة أفراد عرفتهم فيما بعد على صبرى ،صلاح الدسوقى ،محمد نصير وصرفوا الحراسة وأجلسونى فى ركن الغرفة وفوق رأسى لمبة كهرباء قوية جدا وأحضروا جريدة الأهرام وفى الصفحة الأولى منها صورة الشهيد يوسف طلعت وطلبوا منى قراءة الخبر المنشور عن رصد جائزة قيمتها 2000 جنيها لمن يرشد عن مكانه فقلت لهم إننى أقيم بالإسماعيلية ولم أرى يوسف طلعت منذ أكثر من ستة أشهر يوم أن هرب من يد ضابط البوليس السياسى حسن طلعت وأعتقد أنه لا يمكن أن يختفى فى بلد صغير مثل الإسماعيلية أو غيرها ولكن فرصتة فى الإختفاء تكون أكبر فى القاهرة ثم سألونى عن أفراد التنظيم السرى فقلت لهم أننى عضو مجلس إدارة الجماعة وأمين الصندوق وبحكم عملى فى التجارة ليس لدى وقت فى أى عمل سرى وبالتالى ليس عندى علم بالتنظيم السرى ثم سألونى أين توجد الأسلحة لديكم فتذكرت فى الحال أنه فى اليوم السابق مباشرة وعندما أخذت إلى مجلس قيادة الثورة رجوت الحارس أن يدخلنى دورة المياه رأيت أحد الإخوان يتوضأ لصلاة الفجر وسمعته يقول بصوت خافت(طرطور إعترف) وكرهها ثلاث مرات وكنت أعرف إن طرطور رحمه الله كان مسؤلا عن الأسلحة التى كنا نجمعها أثناء حرب فلسطين لذلك عندما سئلت عن الأسلحة نفيت علمى بها وربما كان إعتراف طرطور قد صرفهم عن التأكيد على هذا السؤال معى ولعا على صبرى إقتنع بكلامى لأنى كنت قد قابلته بمكتب ضابط المخابرات عبدالفتاح أبو الفضل عام 1953 أثناء تعاوننا معا فى قتال الإنجليز بمنطقة القناة وبقيت فى زنزانتى عشرة أيام حتى تم ترحيلى إلى السجن الحربى لتبدأ المأساة .

المأساه الإنسانية بالسجن الحربى
المكان رهيب والإذاء البدنى والنفسى على مدار اليوم (ليلا ونهارا ) لا حرمة لمريض أو شيخ كبير الجرى لساعات طويلة تحت لهيب الكرابيج السودانية المستورده خصيصا لذلك ومما يلفت النظر أننى وجدت بالسجن الحربى الكثير من الإخوان الذين سبقونا من أكثر من شهرين قبل حادث المنشية المزعوم وهناك كان الحراس يخرجوننا فى صفوف وأمامنا المرشد العام المستشار حسن الهضيبى بحيث يراه كل الإخوان ثم يفتحون ميكرفون السجن على أغنية أم كلثوم - ياجمال يامثال الوطنية أجمل أعيادنا الوطنية ... بنجاتك يوم المنشية ويؤمر الجميع بترديد الأغنية وكان الجنود يسيرون بين الصفوف ليسمعوا ترديد مقطع الأغنية والويل لمن يضبط صامتا والأستاذ المرشد يقف كالمايستروا يرفع يديه وكأنه يضبط الإيقاع ولكننا كنا نردد ياجمال يامثال الخسية .... أتعس أعيادنا الوطنية بنجاتك يوم المنشية والحراس لا يدركون معنى الكلمات وكنا نتساءل مت ألفت هذه الأغنية ومتى لحنت وكيف أعدت من الألف إلى الياء وكنت أشاهد الإمام المرشد يبتسم وهو فى أعلى درجات العزة والشموخ وكان ذلك من دواعى تشجيع الإخوان صبرهم حيث أن قائدهم يتقدمهم ويجرى عليه ما يجرى عليهم رغم شيخوخته وضعف صحتة وتذكرت وأنا أنظر إليه حال رسول الله (صلى الله علية وسلم) حينما كان الصحابة يحتمون به عند إشتداد المعركة فالقائد الحق المخلص الذى يتقدم الصفوف ولا يتخلى عن جنوده حتى فى أحلك الظروف وقد أثبتت الأيام أن هذا الرجل بحق خير خلف لخير سلف ولا شك أن الدعوة قد كسبت برئاسته الكثير من الذيوع والإنتشار والترابط والثبات على الحق وتعرضنا فى السجن الحربى إلى أشد أنواع التعذيب وكان الضباط يحرضون الجنود ليعاملونا بكل قسوة ومهانة وكأننا من بلد أخر ولا حق لنا فى الحياة ويجب القضاء علينا فى حين أننا كنا نشاهد بعض المسجونين مكن غير المصريين معنا بالسجن الحربى يعاملون معاملة طيبه ويؤخذ بعضنا لتنظيف زنازينهم التى كانت مهيأة بالفرش اللازمة للمعيشة المريحة وكان الحراس يشرحون أحسادنا بالعصى والكرابيج ويسوقوننا بالضرب المبرح إلى حوش السجن الكبير لننظف الأرض ونسويها بأيدينا ثم نرش المياه وكان طابور الصباح فرصة لتشديد الإيذاء والضرب وكان الطعام لا يسمن ولا يغنى من جوع وبعض صغار الضباط حديثو التخرج فى قمة الزهو والغرور والسعادة عندما يسمعون عويل الإخوان عند التعذيب والضرب ومنهم من يتندر ويقول للأخ المضروب (خليك راجل) وهناك فهمنا حديث الرسول (صلى الله علية وسلم إخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم) وعرفت عن يقين لماذا كان الإخوان يقسون علينا فى الرحلات الكتائب حتى نصمت فى مثل ما حل بنا .
السجن الحربى دروس وعبر
رغم شدة المحنة رغم المعاناة والتعذيب إلا أننى إستفدت العديد من الدروس والعبر فلقد عرفت قيمة الحرية حيث ليس هناك أغلى من الحرية والكرامة فيجب أن يجاهد الناس لتحقيقها فى مجتمعهم وأحسست بأهمية التمسك بحبل الله المتين وتيقنت بأن الأمر كلة لله فالنفع والضر بيدة وحدة رغم أن طوابير الجرى كانت مجهدة وقاسية مع لسع السياط وضرب العصى إلا أنها كانت تنشيط لأجسادنا وتجديد الدم فى عروقنا وخروج عن برودة الزنازين وكنا نجوع جدا فكنا نلتهم أى طعام يقدم إلينا من ملح بالرمل أو فول بالسوس ونظرا لأن التعيين كان قليلا ثلاث أرغفه فى اليوم كنا نحتا على الحصول على بعض الخبز من فضلات قوة الحراسة التى كانت تلتهم 90% من الجراية لا سيما المطبوخات والفاكهة مثل اليوسفى والبرتقال الذى كان يوزع واحدة لكل ثلاث أفراد وبيضة أيضا لكل ثلاثة إسبوعيا وكنا نأكل قشر البيض وبعض أحجار الجير لنعوض نقص الكالسيوم اللذى يسبب لين العظام وتلف الأسنان وفى هذه الظروف كانت تشملنا رحمة الله وسخر لنا ربنا العصافير لتلتقط حشرة الأكلان التى كانت تمتص دمائنا ليلا وتسقط علينا من السقف لأننا قمنا بعمل بطانة من رغوة الصابون للحوائط مقاومة لهذه الحشرة وعند شروق الشمس كانت هذه الحشرة تأتى وتختبئ فى فتحة الشباك الخشبية أعلى الزنزانة فتلتقطها العصافير التى تآلفت معنا فمال كانت تخاف منا وفى الإعتقال ظهر الحب فى الله والإيثار فى أعلى صورة من أول لحظة حيث لم يكن معى ملابس عند دخولى المعتقل وفقدت حذائى فأعطانى أحد الإخوه جلبابا وأعطانى الأخر نعل حذاء ربطتة بظهر قدمى بفتلات من ملابس قديمة وجمى هذا النعل القدم من ظلط الأرض أثناء الجرى وكنت حينما أنظر إلى طوابير الإخوان وهم ضعفاء حفاة عراة أتذكر دعاء الرسول(صلى الله علية وسلم حينما كان يشاهد الصحابة وما هم علية من فقر وعوز يقول يارب إنهم جياع فأطعمهم وعراة فأكسهم وضعفاء فقوهم وأستجاب لهم ربه وأسبغ عليهم من فضله ونحن نقتدى بالرسول صلى الله علية وسلم ونطمع أن يشملنا برحمتة وفعلا أنزل الله علينا وافر العون والطمأنينة وكنا نتلقى الضربات والإيذاء الشديد بصب وأمل كبير فى نصر الله ومن النوادر المضحكة التى حدثت ونحن فى السجن الحربى ذات يوم جاؤا بالتعيين - وجبة العشاء - وكان سمكا مستوردا مسلوقا إسودت شوربته من طول الغلى وعندما وزع الحراس علينا التعيين إستأثروا (بجزل السمك) ووزعوا على الزنازين الشوربة السوداء ذات الرائحة الكريهة فلم يقربها الإخوان فإكتفوا بأكل الخبز فقط وبعد يوم مجهد من الجرى والتعذيب وفى حوالى الساعة الثانية صباحا سمعنا أصوات الترجيع والإستغاثة من كل إتجاة حيث أن السمك كان غير صالح فأصيب الحراس بالتسمم ومروا على الزنازين لإستدعاء بعض الإخوان لإسعاف الحرس وهكذا إنتقم الله من الحراس اللذين إلتهموا عشاء الإخوان وفى اليوم التالى لم نستدعى للطابور لأن كل الحراس كانوا فى حالة إعياء شديد
مكثت فى السجن الحربى حتى قبيل العدوان الثلاثى 1956 وتوفى والدى وأنا بالسجن ولم اعلم بوفاته إلا بعد سنة تقريبا حيث كانوا لا يسمحون لنا بالمراسلة ولا بالزيارة وعندما كنا بسجن القلعة كانوا يقيمون بعملية غسيل مخ مركز لنا بواسطة بعض المنتفعين اللذين باعوا كل القيم وتنكروا لدينهم وأخلاقهم من أجل قروش قليلة هى ثمن لخيانتهم ومساعتهم للباطل وتملقهم للظالم ونسوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم (إنصر أخاك ظالما أو مظلوما فسأل الصحابة كيف ننصرة ظالما قال أن ترده عن ظلمة )
وخرجت من المعتقل فى أوائل مايو 1956 بعد عام ونصف من السجن ما بين السجن الحربى وسجن القلعة وفى العودة عندما وصلت إلى الإسماعيلية قابلت ضابط أمن الدولة الذى تركنى منتظرا من العصر حتى منتصف الليل ثم طلب من الإنصراف على أن أحضر إسبوعيا يوم الثلاثاء فى الثامنة صباحا حتى الثانية عشر ظهرا رغم أننى كنت فى أمس الحاجة للوقت لممارسة عملى فى التجارة ولكنى إحتسبت ذلك عند الله وشغلت وقتى هناك فى حفظ القرآن وترتيله وكنت تحت الرقابة الدائمة فالمخبر - رمضان- كان لا يفارقنى إلا ساعات النوم وإستملت المخبرين عن طريق المعاملة الحسنة ومناداتهم بلقب كبتن وإعطاءهم ما يشاءون من أقراص الأسبرين وخلافه واستمرت المراقبة فترة طويلة رغم أننى لم يثبت على أى عمل ضد الدولة أو مخالف للقوانين .
أعدها للنشر / خليل ابراهيم خليل

مذكرات الحاج على رزه الجزء الثالث




مذكرات الحاج على رزة (3)



الأحد 21-06-2009 10:13 مساء

جهاد الإخوان فى منطقة الإسماعيلية ومدن القناة



فى عام 1946م بدأنا الإعداد المادى والمعنوى لمعركة رأيناها لامحالة واقعة بين العرب واليهود فى فلسطين و شرعنا فى جمع السلاح وأنشأنا ورشة عمل لذلك فتم جمع السلاح عن طريق الإخوان الذين يعملون فى مخازن الأسلحة بالمعسكرات البريطانية وكان يساعدهم فى ذلك جنود من أيرلندا واسكتلندا لكرههم لليهود وللحصول على المقابل المادى فكان أحدهم ياتى إلى دار الإخوان بالإسماعيلية حاملا بندقية أو مدفع ويأخذ خمسة جنيهات وجهزنا ورشة خراطة لتصنيع السلاح ولإصلاح ما كنا نحصل عليه من أسلحة مستعملة وتولى هذا الأمر أحد الإخوان العاملين يسمى (دفيكش ) وكان هناك مركز لتجميع السلاح بالقرب من القنطرة ثم بنقل السلاح إلى غزة ومنها إلى المجاهدين وكانت منطقة القناة والإسماعيلية مسرحا لخطف وقتل الجنود الإنجليز والحصول على أسلحتهم وأذكر على سبيل المثال (محمود كينج ) _ ماسح أحذية - كان صغير الحجم ممزق الثياب حافى القدمين كان يمسح أحذية الجندى الإنجليزى ويلهيه بالحديث ويربط قدميه ببعضهما ثم يخطف سلاحه ويجرى ويحاول الجندى اللحاق به فيفاجأ بانه مقيد . وكان مكان تخزين السلاح عند الخواجة -س- صاحب خمارة وكانت زوجته تجلس فى المساء أمام الخمارة بملابسها الخليعة فلا يخطر ببال أحد أن هذا مخزن سلاح ثم يمر بعد ذلك الحاج يوسف طلعت ليأخذ ما جمع من السلاح . وتم تكوين لجان لجمع التبرعات العينية والمادية وكذلك الأسلحة لمحاربة اليهود وتجاوبت معنا معظم طوائف الشعب وبدأ الأمام الشهيد وإخوانه يجوبون أنحاء القطر لإذكاء روح الجهاد والوطنية وتعاونوا مع الهيئة القومية لمناصرة القضية الفلسطينية برئاسة الشيخ أمين الحسينى مفتى فلسطين وتم إنشاء معسكرات لتدريب الشباب المصرى خلال عامى 1946,1947 حتى قرار تقسيم فلسطين الذى زاد بعده الإقبال على معسكرات التدريب فى مصر ثم انشات الهيئة معسكرا للتدريب فى سوريا لمهاجمة اسرائيل من الشمال مع القوات الفدائية العراقية وفى منتصف عام 1948 م تم تجهيز مجموعة من شباب الإخوان بمصر للسفر إلى سوريا واخطرت لأن أكون فى صحبة الإمام الشهيد فقابلته فى قطار الساعة الثانية والنصف ظهرا المتجه من الإسماعيلية إلى بور سعيد وعندما وصلنا مع المسافرين المدينة (أى بورسعيد ) وجدناها فى أبهى صورة لاستقبالنا ونزلنا من القطار وتشكل الإخوان فى طابور يتقدمه حامل علم الإخوان وخلفه الإمام الشهيد وأنا وأحد الإخوة بجواره وخلفنا باقى الطابور نسير جميعا فى خطوات قوية فتية واستقبلنا الشعب البورسعيدى بكل ترحاب وحب وألقيت علينا باقات الورد والحلوى وارتفعت الزغاريد من الشرفات حتى وصلنا دار الإخوان فى أعلى المسجد التوفيقى واسترحنا بعض الوقت ثم أقيم احتفال حضره الكثير من وجهاء بور سعيد وعلى رأسهم المحافظ فى ذلك الوقت وتحدث فى الحفل الأمام الشهيد حيث حمل الجميع المسؤلية بالنسبة للقضية الفلسطينية وكان هذا الحديث آخر ما سمعته منه -رحمه الله - ثم تجمع الإخوان فى طابور منتظم سار من دار الإخوان إلى ميناء بور سعيد مخترقا شوارع حى الأفرنج الذى أخذ زينته لاستقبالنا وتجمع الأهالى على جانبى الطريق يحيون الإخوان ويهتفون بشعارنا وركب الأبطال السفينة وأذن لصلاة العصر على متنها واصطفوا خلف الغمام الشهيد وأدوا الصلاة ثم غادرت السفينة ميناء بور سعيد إلى ميناء اللاذقية بسوريا وبذلك نكون قد ودعنا مع الإمام الفوج الأول من مجاهدى مصر الذين شاركوا فى حرب فلسطين وبعد اجتماع سفراء الدول المعادية للإسلام (انجلترا وفرنسا وأمريكا ) فى فايد وطلبهم من النقراشى باشا إيقاف نشاط الإخوان استجاب لهم واغلق شعب الإخوان فى جميع أنحاء القطر وفى 25111948م بدأت الحكومة المصرية تشن حملة اعتقالات شملت الآلاف من الإخوان فى مقدمتهم إخوان الإسماعيلية وبور سعيد وقضيت أنا فى المعتقل سنة كاملة وخرجت فى أواخر عام 1949م ورجعت إلى عملى بالشركة البريطانية
أعدها للنشر :خليل ابراهيم خليل

مذكرات الحاج على رزه الجزء الثانى


بداية نشأة الإخوان أعدها للنشر :خليل ابراهيم خليل كانت الإسماعيلية فى أمس الحاجة إلى دعوة الإخوان المسلمين حيث لم يكن للأزهر فى هذه المدينة سوى المسجد العباسى وكانت مقسمة إلى ثلاثة أحياء: حى الأفرنج ( الفرنسيين ؛و الإنجليز )،وحى العرب ، وحى القبارصة (المالطيين ) وانحسرت فيها الشعائر الإسلامية وتم تغريب المجتمع تماما حتى جاء الأستاذ حسن البنا فى عام 1928م وكان عمره 21 عاما وعمل مدرسا ابتدائيا لمادةاللغة العربية فى مدرسة الإسماعيلية (طه حسين حاليا ) وكان يقضى النهار فى المدرسة ثم يأخذ التلاميذ إلى المسجد العباسى فى صلاة الظهر ليعلمهم الوضوء والصلاة وبعد المدرسة يعلم الآباء . والتف حوله الشباب والعمال وأقام درسا ثابتا بعد المغرب بنفس المسجد وتكونت أول نواة لجماعة الإخوان من الحرفيين والعمال وهم : الحاج عبد الرحمن حسب الله ،حافظ عبد الحميد ،أحمد الحصرى ،فؤاد إبراهيم ،إسماعيل عز ، وزكى المغربى من خلال هؤلاء الستة نفر كون الأستاذ البنا جماعته التى أضاء الله بها الآفاق المظلمة فى معظم دول العالم وكان عمرى فى ذلك الوقت 9سنوات وأخذ الأستاذ يلقى الدروس فىالمسجد العباسى حتى منعه إمام المسجد فتوجه للمقاهى ليبلغ دعوة الله وكان الإخوان يستأذنون صاحب المقهى فى إغلاق ( فوتوجراف الأغانى ) ليلقى الأستاذ كلمته ورحب أصحاب المقاهى بذلك لأن الحديث كان شيقا وجذابا مما جعل المقاهى عامرة بالزبائن ثم استأجر الإخوان شقة لتكون مركزاللدعوة وكانت مكونة من غرفتين وصالة فى شارع فاروق(طارق بن زياد حاليا ) وشرع الإخوان فى بناء أول مسجد لهم فى الإسماعيلية حيث عرض أحد الإخوان قطعة أرض 150م فى منطقة المحطة الجديدة وتم فتح باب التبرع فى صفوف الجماعة حتى بنى المسجد وكان البعض قد اعترض على مكان المسجد حيث ينتشر الفساد والبغاء "بترخيص " فى هذه المنطقة (من ميدان عباس حتى وابور النور ) فقال الأستاذ البنا :كلمة التوحيد ستزيح كل الموبقات وانطلق الأذان كل يوم خمس مرات فاستحى أهل البغاء ولكن بقيت مشكلة العمل الشريف لم تحل فوفر الأستاذ للتائبات فرص عمل باستئجار بيت أسماه (بيت التائبات)وتم تعليم النساء الغسيل والمكواة والتفصيل والتطريز والعديد من المهن الشريفة وكلف ا لحاج طلعت –رحمه الله – والد الشهيد يوسف طلعت بالإشراف على بيت التائبات وتوفير الاحتياجات اللازمة له واستمرت الدعوة فى الإسماعيليةوكثر أنصارها وانتشرت فى أنحاء المملكة المتحدة ووصلت إلىالقاهرة عاصمة المملكة فنقل الإخوان المركز العام إلى هناك عام1933م واستأجروا مكانا بالعتبة ليكون مقرا لهم ثم اشتروا فيللا مكونة من ثلاثة طوابق بمبلغ 16 ألف جنيه جمعت فى أسبوع نقل إليها المقر لكن الحكومة استولت عليها وهى الآن قسم شرطة الدرب الاحمر