الأحد، 2 أغسطس 2009

مذكرات الحاج على رزه الجزء الخامس




ذكرياتي مع المسيحيين
سبق أن ذكرت انتخابات مجلس النواب عام 1944م بين الأستاذ البن و الدكتور سليمان عيد من حزب السعديين الذى كان يتولى الحكم فى تلك الفترة و كيف أن الكثير من المواطنين المسيحيين فى الإسماعيلية وقفوا إلى جانب الأستاذ البنا خصوصا من تتلمذ على يديه أثناء عمله بالتدريس بمدرسة الإسماعيلية الابتدائية


كانوا يمدحونه فى مجالسهم وكان وكيله فى هذه الانتخابات فى القنطرة الخواجة جورج الذى انتحب و بكى عندما زورت لصالح سليمان عيد و هذا دليل على الصلة القوية بين الإخوان و المواطنين المسيحيين و عندما بحثت عن شقة فى مصر الجديدة بعد تهجيرنا من الإسماعيلية أجر لي المحاسب صادق رزق بعد أن سأل عنى قريبه الخواجة جندي نصير الذى كان يقيم بالإسماعيلية و أثنى على و قال أتمنى مساعدتك ولا أنسى موقف الدكتور الصيدلى ماهر فوزى ديمترى الذى تعاملت معه منذ عام 1958 حتى عام 1994 ولم يحدث بيننا خلاف مطلقا ووقف بجانبى فى محنتى و تحمل المسؤلية أثناء غيابى فكان نعم الصديق الذى حافظ على إستمرار العمل و لم يطمع فى شيئ لما كان بيننا من صداقة و حسن معاملة جعلته يطمئن دائما و يفخر بأنه يعمل مع أحد الإخوان وقد وقفت بجانبه لاستدرداد أطيانه الزراعية من بعض الفلاحين الذين أخذوها بغير وجه حق ( ولا يجرمنكم شنئان قوم على آلا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى ) وكنا فى الإسماعيلية منذ أيام الإمام الشهيد نتعامل مع إخواننا المسيحيين بروح الإسلام و أخلاقه وكنا نتزاور فى كل المناسبات و كنا ندعوهم فى المناسبات الدينية ولم يتخلفوا و لم لا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به) و ليس معنى التسامح أن نتنازل عن كرامتنا أو أن نشارك فى منكر مجاملة لمن يخالفنا فى العقيدة و احترامنا لشعائر الإسلام يجعل الأخرين ينظرون إلينا باحترام وتقدير أحد العاملين معى من المسيحيين كان يمتنع عن التدخين فى رمضان فى العمل و الشارع إحتراماً لمشاعر المسلمين و إذا نظرنا إى ما أثير فى موضوع الفتنة الطائفية نجد أن أعداء العروبة و الإسلام يرغبون فى تهييج المشاعر و إحداث القلاقل بين المواطنين ليتدخلوا فى شئون البلاد بحجة حماية الأقليات و خرجوا علينا بفرية الإرهاب التى غذاها أعداء الإسلام و دار حولها أصحاب المصالح الدنيوية و أصحاب الحقد الدفين على الملتزمين و الواجب علينا آلا ننخدع بهذه الافتراءات مع المحافظة على الحكمة و الموعظة الحسنة و القدوة الصالحة و الإيثار و التضحية و حب الغير و حسن الخلق و صدق الذى قال (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن تسعوهم بأخلاقكم )
إنشاء الجمعية التربوية بالإسماعيلية
فى أواخر عام 1979اتصل بى الأخ الأستاذ محمد نصر الدين السيد - من قدامى الإخوان العاملين فى مجال التربية و التعليم بالتل الكبير بالإسماعيلية - و عرض علينا مشروعاً متكاملاً لإنشاء مدرسة بمدينة الإسماعيلية تستوعب الأطفال من سن الحضانة حتى نهاية المرحلة الثانوية تجمع بين التعليم الدينى و المدنى و تكونت فعلاً الجمعية التعاونية الإسلامية للخدمات التربوية بالإسماعيلية و تم إشهارها بإدارة التعليم الخاص بوزارة التربية و التعليم و بعد إنهاء الإجراءات القانونية للجمعية بدأنا محاولة الحصول على قطعة أرض فضاء من أملاك المحافظة سواء بالتخصيص أو بالسعر التعاونى و لكن واجهتنا معوقات لأسباب واهية ووضح الهدف و هو إبعادنا عن مجال العمل فى تربية النشء خوفا من صبغهم بالصبغة الإسلامية التى باتت تؤرق القائمين على أمر هذا البلد و حيل بيننا وبين الحصول على قطعة أرض فى الوقت الذى يتم فيه الحصول على مساحات شاسعة لمدارس السلام الإنجيلية و الراهبات و الفرنسيسكان و المرقصية و آمون وزخارى و الكنيسة الأرثوذكية و ما خفى كان أعظم وكنا قد استأجرنا مكاناً بعرايشية مصر من فوزى السروجى (رحمه الله ) ليكون مقرا للجمعية و بجواره مسجد تلقى فيه الأحاديث الإسبوعيه و حلقات تحفيظ القرآن الكريم ودروس التقوية للطلبة أثناء الدراسة و أصبح المكان بفضل الله ثم بجهد الشباب المخلص عامرا بالمترددين يوميا يطلبون العلم والمعرفة ويقضون حوائج الناس و هذا النشاط الخيرى و العلنى لم يرضِِ جهاز أمن الدولة و حاولوا إلغاء ترخيص الجمعية أكثر من مرة ولكننا كنا نلجأ للقضاء و كانت النتيجة دائما فى صالحنا و ما زالت الجمعية تؤدى واجبها رغم المضايقات حتى أوائل التسعينيات و أذكر أن المحافظ عبد المنعم عمارة والمهندس عثمان أحمد عثمان كانت لهما عندنا مصلحة انتخابية فى عام 1984م وبدءا معنا اتصالات ظاهرها الود وباطنها يعلمه الله سبحانه وتعالى ولكنى كنت أشعر بأنه بعد قضاء حاجتيهما لن ينفذا وعدهما بإعطائنا مساحة من الأرض الفضاء لإقامة المدرسة عليها لكنى قلت ( خليك مع الكداب لغاية الباب ) وتحقق خداعهم وسوء نيتهم و أنا و إخوانى لسنا نادمين على موقفنا السابق مع م عثمان لأننا أردنا رد الجميل حيث انه استوعب إخواننا فى شركاته عندما فقدوا أعمالهم بسبب الا ضطهادات و الإعتقالات وفى نفس الوقت حافظ الإخوان على أمواله وتفانوا فى إنجاح المشروعات فى كافة أنحاء الجمهورية .
و ها نحن فى أواخر عام 1991 نعاود الكرة و المحاولة مع المحافظ الدكتور أحمد الجويلى لعله يخصص لنا قطعة أرض نقيم عليها المدرسة و على أية حال رغم ما يحال بيننا و بين الاحتكاك بالمجتمع إلا أننا نقدم ما نستطيعه من خدمات تعليمية و تربوية وطبية و رياضية و دعوة الإخوان اليوم ( أول التسعينيات ) تمر بمرحلة انتقال بين جيلين و الكل يقدم أقصى ما عنده من جهد وخبره و قوة ونشاط لكي تأخذ الدعوة طريقها فى وضوح وعلى وعى كامل بالمتغيرات العالمية خصوصا بعد الاتهامات التي تكال للدعوة ووصفها بالإرهاب و من المؤسف أن الكثير من المسئولين وولاة الأمر فى مختلف البلاد العربية بهرتهم المدنية و المادية الغربية وساروا فى ركابها وحاربوا الدعاة و لكن بقدر إخلاصنا وتفانينا فى العمل لإسلامنا سيكون النصر (فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض)
أعدها للنشر :خليل ابراهيم خليل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق