الأحد، 2 أغسطس 2009

الإتقان من الإيمان

الإتقان من الإيمان بقلم :خليل إبراهيم الإتقان :من القيم الإيمانية التى حث عليها إسلامنا العظيم وهو يعنى الإحسان وتحقيق الجودة العالية سواء فى الأمور الدينية أوالدنيوية ,فى الأفعال أ والأقوال (ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) سورة الملك . (وقولوا للناس حسنا ) سورة آل عمران - يقول نبينا صلى الله عليه وسلم : " إن الله كتب الإحسان على كل شىء ..... " وهذا يشمل الأعمال كلها، أعمال الدنيا وأعمال الآخرة. ويخطىء الذين يربطون بين إتقان العمل والمقابل المادي، و يتحينون فرصة غيابالرقابة الإدارية لإبداء التقصير والتهاون في أداء الواجبات، يرهقون بذلك المواطن البسيطبإبداء الإهمال في خدمته، معتقدين خطأً أن لا حرج عليهم ولو دقق هؤلاء لأدركوا أن غياب الإتقان والإحسان في العمل يؤثر عليهم قبل غيرهم، فكم كان إتقان العمل سبباً في ارتقاء الموظف في وظيفته،أو إكساب الطبيب أو المعلم سمعة طيبة بين الناس، ولا زال بعض الصنّاع يتقنونصناعتهم حتى حصلت على إقبال الناس وثنائهم في بلدهم ثم خارجها، إتقان العمل عبادة إذا كان العمل جزءمن العبادة فإننا نتساءل هل يجوز لنا أن نغش في أعمالنا ؟ الحقيقة أن الغش فى الأعمال وفى البيع والشراء قد يخرج صاحبه من جماعة المسلمين "من غشنا فليس منا" !! صحيح رواه مسلم . هل الأمر بالإتقانوالإحسان على وجه الاستحباب أم الوجوب ؟ نحن نتعبد إلى الله بإتقان كل عمل لأنه يقع على عين الله وسمعه قبل أن يقع من البشر بمكان تقول السيدة عائشة " إنا نطيب الدرهم والدينار لأنه يقع في يد الله قبل أن يقع في يد المسكين " المتقن لعمله مخلص أمين هناك خلقان أصيلان يتوقف عليهما جودة العمل وحسن الإنتاج، هما:الأمانة والإخلاص، وهما في المؤمن على أكمل صورة وأروع مثال، فالعامل المؤمن ليس همه مجرد الكسب المادي،أو إرضاء صاحب العمل، ولكنه أمين على صنعته يخلص فيها جهده، ويراقب فيها ربه ويرعى حق إخوانه المؤمنين، قال تعالى: "وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون"( التوبة :105).فليس المطلوب في الإسلام مجرد العمل،بل إحسانه وأداءه بأمانة وإتقان. الإتقان يحبه الله :أخبر النبى صلى الله عليه وسلم فى حديثه الشريف : " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " رواه البيهقى ولو دققت معي في ألفاظ : " عملاً " هكذا من دون تعريف ولا تحديد لعلمتأن الله تعالى يحب أن يكون الإتقان سلوكاً للمؤمن في كل أعماله، فهويحسن القيام بمهنته وعباداته ومعاملاته وأكد هذا القرآن الكريم " إن الله مع المحسنين " , " والله يحب المحسنين " والذى يتقن عمله ويبيت كالا متعبا من عمل يده يغفرالله له قال صلى الله عليه وسلم : " من بات كالا من عمل يده بات مغفورا له " رواه الطبراني وقال (ص ) : أفضل الكسب كسب الرجل من يده . رواه الإمام أحمد وقال (ص) :إن الله يحب العبد المحترف . رواه الطبرانى كان آدم عليه السلام حراثا وكان داود صانعا للسرد والدروع وكان زكريا نجارا عن أبى هريرة أن رسول الله قال :كان زكريا عليه السلام نجارا .رواه مسلم وعمل موسى أجيرا عند الرجل الصالح فى الرعى وعمل سيدنا محمد (ص)فى الرعى والتجارة قال (ص) :إن من الذنوب ذنوبا لايكفرها الصلاة ولاالصدقة ولا الحج ويكفرها الهم فى طلب المعيشة .ابن بابويه والطبرانى وأخبرنا (ص) :إن الله تعالى يحب أن يرى عبده تعبا فى طلب الحلال .الديلمىوقال (ص) : إذا صليتم الفجر فلا تناموا عن طلب أرزاقكم . الطبرانى وأمرنا (ص):باكروا فى طلب الرزق والحوائج فإن الغدو بركة ونجاح .الطبرانى والبزار الإسلام يحض المسلمين على الإتقان فى كل جوانب حياتهم وسائر أعمالهم والعامل المتقن هو الذى يجيد صنعته وحرفته ويقوم بما يسند إليه من أعمال بإحكام وإجادة تامة مع المراقبة الدائمة لله والحرص على نيل الأجر من الله على هذا الإتقان ومثل هذا لايحتاج للمراقبة البشرية . إن المجتمعات الإسلامية ومنها مصر فى أمس الحاجة لهذا النوع لكى تنهض من كبوتها وتتقدم من تخلفها وتصير خير أمة أخرجت للناس إن الأزمات التي تعاني منها مجتمعاتنا في الحقيقة أزمة قلوب وضمائر ومهما جمعنا من أموال وأقمنا من مؤسسات دون أن يوجد الضمير وتصلح القلوب فلن تحل هذه الأزمات ولن يتحقق أي إصلاح ولن تجدي القوانين مهما كثرت أواشتدت في تقويم الحال أو انضباطه مالم يوجد الضمير الذى يراقب القانون الرباني : صور الإتقان يكون الإتقان فى علاقة العبدبربه وفي عباداته وفي معاملاته وفي عمله ومع أهله وبيته وفي الارتقاء بنفسه وفى مهنته فنحن نريد المدرس المسلم المخلص في عمله والطالب المسلم الذي يعطي دراسته الاهتمام اللائق بها والطبيب المسلم الذي يراقب الله في عمله والمحامي المسلم الذي يتحرى الحق في دفاعه عن المتهمين والموظف المسلم الذي يؤدي وظيفته على الوجه الأكمل والحرفي المسلم الذي يتم عمله في الوقت الذي يحدده وبالجودة العالية . عندما يغيب الإتقان عدم الإتقان يؤدى إلى فقدان الثقة والاحترام بين أفرادالمجتمع، و إلى انتشار الكذب والخداع،و تنفصم بسببه كثير من الروابط الاجتماعيةالتي تقوي بها الأمة، و يتجرأ بعضنا على بعض بالسب والشتم وربما الدعاء بالشر . لذلك أخي المسلم أتقن عملك وأحسن القيام بما أسندإليك من مهام حتى وإن غفل عنك المسئولون ، حتى وإن لم يكافئك أرباب العمل، حتى وإنكان الراتب زهيداً لأنك بإتقانك هذا تعمل ما يحبه الله تعالى، "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" ، وما دام الله تعالى مطلعاً عليك فاطمئن لأنه هو القائل (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان( الرحمن .وأخيرا عليك أخى المسلم أن تلتزم بمواعيد عملك وتتقن فيه كالتزامك بمواعيد الصلاة وخشوعك فيها وان تهتم بتنمية نفسك فى مجال تخصصك وأن تحث غيرك على الإتقان وتكون خير قدوة له فى ذلك
وأن يكون الإتقان شعارك وسلوكك فى عبادتك وفى جميع أقوالك وأفعالك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق