الأحد، 2 أغسطس 2009

مذكرات الحاج على رزه الجزء الثالث




مذكرات الحاج على رزة (3)



الأحد 21-06-2009 10:13 مساء

جهاد الإخوان فى منطقة الإسماعيلية ومدن القناة



فى عام 1946م بدأنا الإعداد المادى والمعنوى لمعركة رأيناها لامحالة واقعة بين العرب واليهود فى فلسطين و شرعنا فى جمع السلاح وأنشأنا ورشة عمل لذلك فتم جمع السلاح عن طريق الإخوان الذين يعملون فى مخازن الأسلحة بالمعسكرات البريطانية وكان يساعدهم فى ذلك جنود من أيرلندا واسكتلندا لكرههم لليهود وللحصول على المقابل المادى فكان أحدهم ياتى إلى دار الإخوان بالإسماعيلية حاملا بندقية أو مدفع ويأخذ خمسة جنيهات وجهزنا ورشة خراطة لتصنيع السلاح ولإصلاح ما كنا نحصل عليه من أسلحة مستعملة وتولى هذا الأمر أحد الإخوان العاملين يسمى (دفيكش ) وكان هناك مركز لتجميع السلاح بالقرب من القنطرة ثم بنقل السلاح إلى غزة ومنها إلى المجاهدين وكانت منطقة القناة والإسماعيلية مسرحا لخطف وقتل الجنود الإنجليز والحصول على أسلحتهم وأذكر على سبيل المثال (محمود كينج ) _ ماسح أحذية - كان صغير الحجم ممزق الثياب حافى القدمين كان يمسح أحذية الجندى الإنجليزى ويلهيه بالحديث ويربط قدميه ببعضهما ثم يخطف سلاحه ويجرى ويحاول الجندى اللحاق به فيفاجأ بانه مقيد . وكان مكان تخزين السلاح عند الخواجة -س- صاحب خمارة وكانت زوجته تجلس فى المساء أمام الخمارة بملابسها الخليعة فلا يخطر ببال أحد أن هذا مخزن سلاح ثم يمر بعد ذلك الحاج يوسف طلعت ليأخذ ما جمع من السلاح . وتم تكوين لجان لجمع التبرعات العينية والمادية وكذلك الأسلحة لمحاربة اليهود وتجاوبت معنا معظم طوائف الشعب وبدأ الأمام الشهيد وإخوانه يجوبون أنحاء القطر لإذكاء روح الجهاد والوطنية وتعاونوا مع الهيئة القومية لمناصرة القضية الفلسطينية برئاسة الشيخ أمين الحسينى مفتى فلسطين وتم إنشاء معسكرات لتدريب الشباب المصرى خلال عامى 1946,1947 حتى قرار تقسيم فلسطين الذى زاد بعده الإقبال على معسكرات التدريب فى مصر ثم انشات الهيئة معسكرا للتدريب فى سوريا لمهاجمة اسرائيل من الشمال مع القوات الفدائية العراقية وفى منتصف عام 1948 م تم تجهيز مجموعة من شباب الإخوان بمصر للسفر إلى سوريا واخطرت لأن أكون فى صحبة الإمام الشهيد فقابلته فى قطار الساعة الثانية والنصف ظهرا المتجه من الإسماعيلية إلى بور سعيد وعندما وصلنا مع المسافرين المدينة (أى بورسعيد ) وجدناها فى أبهى صورة لاستقبالنا ونزلنا من القطار وتشكل الإخوان فى طابور يتقدمه حامل علم الإخوان وخلفه الإمام الشهيد وأنا وأحد الإخوة بجواره وخلفنا باقى الطابور نسير جميعا فى خطوات قوية فتية واستقبلنا الشعب البورسعيدى بكل ترحاب وحب وألقيت علينا باقات الورد والحلوى وارتفعت الزغاريد من الشرفات حتى وصلنا دار الإخوان فى أعلى المسجد التوفيقى واسترحنا بعض الوقت ثم أقيم احتفال حضره الكثير من وجهاء بور سعيد وعلى رأسهم المحافظ فى ذلك الوقت وتحدث فى الحفل الأمام الشهيد حيث حمل الجميع المسؤلية بالنسبة للقضية الفلسطينية وكان هذا الحديث آخر ما سمعته منه -رحمه الله - ثم تجمع الإخوان فى طابور منتظم سار من دار الإخوان إلى ميناء بور سعيد مخترقا شوارع حى الأفرنج الذى أخذ زينته لاستقبالنا وتجمع الأهالى على جانبى الطريق يحيون الإخوان ويهتفون بشعارنا وركب الأبطال السفينة وأذن لصلاة العصر على متنها واصطفوا خلف الغمام الشهيد وأدوا الصلاة ثم غادرت السفينة ميناء بور سعيد إلى ميناء اللاذقية بسوريا وبذلك نكون قد ودعنا مع الإمام الفوج الأول من مجاهدى مصر الذين شاركوا فى حرب فلسطين وبعد اجتماع سفراء الدول المعادية للإسلام (انجلترا وفرنسا وأمريكا ) فى فايد وطلبهم من النقراشى باشا إيقاف نشاط الإخوان استجاب لهم واغلق شعب الإخوان فى جميع أنحاء القطر وفى 25111948م بدأت الحكومة المصرية تشن حملة اعتقالات شملت الآلاف من الإخوان فى مقدمتهم إخوان الإسماعيلية وبور سعيد وقضيت أنا فى المعتقل سنة كاملة وخرجت فى أواخر عام 1949م ورجعت إلى عملى بالشركة البريطانية
أعدها للنشر :خليل ابراهيم خليل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق